السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كان النبي الأب لا يدخل على ابنته فاطمة إلا ويقبلها على جبينها. وقد عرفت يوم موته أنه سيموت حين لم يستطع النهوض لتقبيلها. البنت تحتاج إلى حضن أبيها وإن لم تجده ستبحث عنه خارج البيت. ولا تلومنَّ إلا نفسك إذا فاجأتك بأنها تزوجت زواجاً عرفياً دون علمك. فأنت أهملتها ولم تمنحها العطف والحنان والصداقة والاقتراب.
كان النبي الأب لا يخرج من المدينة إلا إذا ذهب لرؤية فاطمة، ولا يعود إلى المدينة قبل أن يذهب لرؤيتها. زيارة بيت فاطمة أول شيء وآخر شيء يفعله النبي عند خروجه أو عودته إلى المدينة.
النبي الأب حين أتاه علي بن أبي طالب لخطبة فاطمة. كان يحدث أن ذلك سيحدث. فدخل علي البيت وجلس أمام النبي لا ينطق حرفاً. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم:ما الذي جاء بك يا علي؟فقال: لا شيء يا رسول الله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لعلك جئت تخطب فاطمة؟
قال: نعم يا رسول الله. قال: هل معك شيء تتزوج به ؟ قال: لا. يا رسول الله. قال: أليس معك درعك الذي حاربت به؟ قال علي: نعم ولكنه لا يساوي شيئاً يا رسول الله.
قال النبي زوجتك عليه يا علي بشرط أن تحسن صحبتها. النبي الأب لم يكتب قائمة منقولات ولا مؤخر صداق، ولكنه اشترى رجلاً. حين يهين الزوج ابنتك، ستقول أريد ابنتي وخذ كل شيء.
ويوم الزواج يذهب النبي إلى عليّ وفاطمة. فيقول له: يا عليّ لا تحدث شيئاً حتى آتيك. يقول عليّ: فجلست في ناحية من الدار وفاطمة في ناحية. فجاء النبي وقال: يدك يا عليّ. يدك يا فاطمة.
فأخذ يدينا ووضع يده علي يدها وهو يقول: اللهم إن فاطمة ابنتي وأحب الناس إليّ. اللهم إن علياّ أخي وأحب الناس إليّ اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير. يا عليّ ضع يدك على رأس فاطمة، وقل معي اللهم إني أسألك خيرها وخير ما هي له، وأعوذ بك من شرها وشر ما هي له.
يا عليّ. يا فاطمة. قوما فصليا ركعتين، ويخرج النبي ويقول لهما وهو يجذب الباب وراءه: أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.
نصيحة الرسول لعليّ وفاطمة
هذه لقطة الحب الأبوي. النبي الأب لم يحس بالراحة وفاطمة تسكن بعيداً عنه، حتى جاء حارثة بن نعمان وكانت له أرض بجوار مسجد الرسول، وهو الذي منح الرسول الأرض التي بنى عليها بيوت زوجاته. فقال حارثة: يا رسول الله لعلك تشتاق لقرب فاطمة؟ فقال النبي: نعم لكننا أكثرنا عليك يا حارثة. قال: يا رسول الله ما تأخذه مني أحب إلى مما تتركه لي هذه الأرض لك، وبيت فاطمة قائم إلى اليوم هو آخر بيت خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي لحارثة: ولكن استأذن علياً أولاً.
النبي الأب دخل يوماً على فاطمة فلم يجد علياً. فسألها عنه قالت: هو غاضب وترك البيت.
فقال النبي: ابحثوا لي عن عليّ.
قالوا: هو في المسجد نائم.
فذهب النبي إليه فوجده نائماً في التراب، فراح يزيل التراب عنه ويقول له: قم أبا تراب .. فنظر. فنظر إليه النبي وابتسم . لم يسأله أو يسأل فاطمة عن سبب شجارهما معاً.
قال له بهدوء: يا عليّ دعنا نعد إلى البيت.
النبي الأب يصحو قبل الفجر ليلاً، ويتجه إلى بيت ابنته ويطرق بابه: يا عليّ يا فاطمة ألا تصليان ركعتين قبل الفجر؟
النبي الأب يشجع أبناءه على الإيمان، لأنه العاصم من كل معصية.
النبي الأب ذهب إليه عليّ يقول له: آه من ظهري لأنه تعب من حمل المياه أثناء العمل.
وتقول له فاطمة: آه من يديّ تشققتا من الطحن والعجين يا رسول الله مر لنا بخادم.
ابنة النبي سيد الخلق تشققت يدها من العجين. فقال لها النبي: نحن لا نأكل الصدقة. اسبقاني إلى البيت وسألحق بكما، تقول فاطمة: فعدنا إلى البيت فإذا بالنبي قادم بالليل وأنا في فراشي. قال مكانكما. فدخل معنا في الفراش بيني وبين عليّ حتى شعرت ببرد قدمه في قدمي فجمع رأسينا وقال: يا فاطمة يا عليّ. ألا أدلكما على خير من الخادم: تسبحون الله 33 وتحمدون الله 33 وتكبرون الله 34 قبل النوم، يكفيكم الله الخادم. يقول عليّ: فوالله قوانا الله وما تركناها منذ ذلك اليوم. قالوا: ولا يوم صفين؟ قال: ولا يوم معركة صفين.